الرضى بقضاء الله

الله, الرضى, بقضاء

الرضى بقضاء الله

كان في بني اسرائيل رجل عابد في كهف في جبل لا يراه الناس ولا يراهم وعنده عين ماء يتوضأ منه ويشرب ويقتات من نبات الأرض وهو قائم الليل صائم النهار لا يفتر عن العبادة وعليه آثار السعادة .......
فسمع به موسى عليه السلام فقصده في النهار فوجده مشغولا بالصلاة والأذكار وقصده في الليل فوجده مستغرقا في مناجاة العزيز الغفار فسلم عليه موسى عليه السلام وقال له يا هذا ارفق بنفسك : فقال يا نبي الله :أخاف أن أؤخذ ...على غفلة فأقضي نحبي وأكون مقصرا في خدمة ربي........
فقال له موسى عليه السلام هل لك من حاجة, قال سل مولاك أن يعطيني رضاه ولا يشغلني بسواه حتى ألقاه .......
فصعد موسى (ع) إلى المناجاة واستغرق في لذة كلام مولاه فنسيَ قول العابد فقال له الحق سبحانه وتعالى ماذا قال لك عبدي العابد ؟ فقال إلهي أنت أعلم ....سألني أن تعطيه رضاك ولا تشغله بسواك حتى يلقاك فقال يا موسى اذهب أليه وقل له يتعبد ما يشاء في الليل والنهار وهو من أهل النار لما سبق له عندي من الذنوب والأوزار وأعلم عنه ملا يعلمه غيري من الفضيحة والعار .............
فأتاه موسى فأخبره بقول ربه وما سبق من عظيم ذنبه فقال : مرحباً بقضاء ربي وحكمه وكل شيء بعينه وعلمه لا مرد لأمره ولا معقب لحكمه ثم بكى بكاءً شديدا وقال يا موسى وعزته وجلاله ما برحت عن بابه ولو طردني ولا حلت عن جنابه ولو أحرقني ومزقني ثم أنشد ......
لو قطعني الغرام إربا إربا ما ازدت على الغرام إلا حبا
لا زلت به أسير وجد وضنا حتى أقضي على هواه نحبا
فلا صعد موسى (ع) إلى المناجاة وقال : إلهي أنت أعلم بما قال عبدك العابد قال يا موسى بشره بأنه من أهل الجنة فقد أدركته الرحمة والمنة وقل له تلقيت قضائي بالصبر والرضا ورضيت مني بأصعب حكم وقضا فلو ملأت ذنوبك السماوات والأرض والفضا وجميع الأقطار لغفرتها لك وأنا الكريم الغفار فلما بلغه موسى ذلك خر ساجداً وحمد ربه
ومازال في سجوده حتى قضى نحبه